لقد اتخذ الانسان ومنذ ان بدأ يدب فوق سطح الارض من الكهوف والمغارات مأوى يقيه شرور الكواسر العملاقة التي كانت تهدد حياته باستمرار فكانت له بمثابة الملجأ والبيت اللذين هيأتهما له الطبيعة فيما عدها العلماء ظاهرة لها اهميتها الخاصة فمنها استقوا معلوماتهم عن انسان ماقبل التأريخ وكذلك الالات التي كان يستعملها ورسوماته الرائعة على جدرانها وبقايا الحيوانات التي عاشت في الحقب السحيقة ويعرف علم دراسة الكهوف باسم (سيبليوجي) ولان بعضها غالباً ماتكون اماكن رائعة الجمال فقد استقطبت العديد من السائحين كل عام ولهذا فقد تم استحداث كهوف اصطناعية غمرتها الاضواء ليستمتع الزوار برؤية غرائب الطبيعة في داخلها.
*نشأة الكهوف وبيئتها
هناك عدة اسباب لتكون الكهوف منها عوامل البحر ضد الجروف وتبقى ازالة مادة الصخور بعد تكوينها وخاصة الصخور الجيرية منها من اهم العوامل واعظمها اثراً في احداث الكهوف فهذا النوع من الصخور قابل للذوبان في الماء لاسيما اذا كان محتوياً على ثاني اوكسيد الكربون وكذلك عند تساقط المطر الذي يتشبع به من الجو والمادة العضوية المتحللة في التربة وعند مرور الماء المحمل بكميات كبيرة من ثاني اوكسيد الكربون على الحجر الجري فانه سيذيبه ويعمل على تكبير الفجوات الصغيرة حتى تغدو ممرات تتطور وتفضي الى احدث كهوف عظيمة, ويحدث احياناً ان تغير الانهار مجاريها منحرفه نحو تلك الممرات والقنوات وعلى امتداد مسافات طويلة وتجد في معظم كهوف الحجر الجيري ترسبات من كاربونات الكالسيوم (تغطي معظم جدرانها فيما تتشكل من قطرات الماء المتساقط من اعلى الكهوف تكوينات تعلق بفعل التكون او الانجماد تعرف باسم الستالكتيتات.. والقطرات التي تكون مايطلق عليه (الستالجميتات) وبسبب التبخر البطيء للماء المشبع بكربونات الكالسيوم الذي يتسبب في تلك الرواسب العالقة وهذا احد اسباب جمال وبهاء تلك الكهوف.
*سكان الكهوف.. الانسان واحياء اخرى
الانسان اول من ارتاد الكهوف والمغارات.. ولكن ونتيجة لعدم تسرب اشعة الشمس الى اعماق الكهوف فان الحياة تستمر باشكالها المختلفة مع ان الضوء عنصر اساسي ومهم في نمو النباتات لذا فهي اقل تنوعاً من الحياة الحيوانية ومع ذلك بالامكان العثور على بعض انواع الطحالب والسرخسيات في حين تزخر الكهوف بالفطريات والبكتريا مع وجود مستعمرات للثدييات والاسماك والحشرات فضلاً عن صور للحياة الادنى تكوناً وقد اوضح العلماء بان اكبر الثدييات التي سكنت تلك الكهوف والمغارات هو (دب الكهوف العظيم) الذي كان طوله اكثر من ثلاثة امتار اما في العصر الراهن فلم يعد يسكن تلك الكهوف سوى الثدييات الصغيرة كالخفافيش مثلاً اما احياء المياه الجوفية لهذه المغارات فهي على الاغلب الاسماك كما هو موجود في كهف (اونيكس) وحيوانات برمائية تدعى (بروتوز) الذي يعيش في ظلمة مياه كهوف (كازنيا ودالماشيا) وانواع من الجمبري والخنافس وبراغيث البحر التي تكيفت للعيش في بيئة مظلمة تراوحت الوانها بين البياض والشفافية والعمى.. فنمت عندها مجسات عظيمة الحساسية..